من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله
اليوم الإثنين 17 جمادى الأولى 1433 هـ الموافق لـ 9 أفريل 2012 م و هو يوافق ذكرى عيد الشهداء
و على ذكر الشهادة و الشهداء، يستحضرني حديث رسول الله صل الله عليه
وسلم:"من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على
فراشه".
رواه مسلم (3/1517) (1909)، وأبو داود (2/85) (1520)، والترمذي
(4/183) (1653)، والنسائي (6/36)، وابن ماجه (2/935) (2797)، والدارمي
(2/270) (2407)، وابن حبان (7/465) (3192)، والحاكم (2/87) من حديث سهل بن حنيف.
الشهادة من أعظم المنازل عند الله عز و جل، و ربما يداخل البعض بين
الشهداء في سبيل الله و شهداء الوطن.. فأما شهداء الوطن فهم الذي قضو في
سبيله و أما الشهداء في سبيل الله فلا يعلمهم إلا هو، فهو الذي يصطفي
الشهادة لمن صدقه. و يمكن أن يكون شهيد الوطن عند الله شهيدا و هذا يعود
لإخلاصه و غايته و صدقه.
إذا يمكن أن يموت شخص في ساحة الجهاد وهو
ليس بشهيد؟ نعم ممكن و حصلت حادثة في زمن رسول الله صل الله عليه و سلم،
حيث كان رجل يجاهد مع جيش رسول الله صل الله عليه و سلم و قال فيه رسول
الله صل الله عليه و سلم أنه في النار..
حدثنا علي بن سعيد الرازي
، ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله
بن شوذب ، عن أبي نهيك ، عن شبل بن خليد المزني ، عن أكثم بن أبي الجون ،
قال : قلنا : يا رسول الله ، فلان يجري في القتال ؟ قال : " هو في النار "
قال : قلنا : يا رسول الله ، إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه
في النار ، فأين نحن ؟ قال : " إنما ذلك إخبات النفاق ، وهو في النار " قال
: كنا نتحفظ عليه في القتال ، كان لا يمر به فارس ، ولا راجل إلا وثب عليه
، فكثر عليه جراحه ، فأتينا النبي - صل الله عليه وسلم - ، فقلنا : يا
رسول الله ، استشهد فلان ، قال : " هو في النار " فلما اشتد به ألم الجراح
أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ، ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره ، فأتيت النبي -
صل الله عليه وسلم - ، فقلت : أشهد أنك رسول الله ، فقال رسول الله - صل
الله عليه وسلم - : " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ، وإنه لمن أهل النار ،
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ، وإنه من أهل الجنة تدركه الشقوة أو
السعادة عند خروج نفسه ، فيختم له بها ".
في عيد الشهداء أردت أن
أقول لكم ربما يكون بيننا الآن شهداء أخلصوا لله الدعاء ليصطفيهم، سواء في
ساحة الجهاد في سبيله أو حتى على فراشهم. و ربما الكثير ممن نحسبهم شهداء
لم تكتب لهم الشهادة. ما لنا إلا أن ندعو الله مخلصين...
اللهم يا حي
يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام إنا نسألك الشهادة في سبيلك خالصة مخلصة
لوجهك الكريم، اللهم إنا نسألك العفو و المغفرة لمن حسبناهم عندك شهداء
اللهم ارحمهم و عافهم و اعفو عنهم إنك أنت ولي ذلك و القادر عليه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire